آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 05:27 م

مقالات


مناهل ثابت - الجزء السابع والأخير

الأربعاء - 25 يناير 2023 - الساعة 03:17 م

الكاتب: سمير سعيد فارع - ارشيف الكاتب



لماذا كانت هذه الأجزاء

أود في نهاية هذه السلسلة ان اشرح مجدداً الأسباب التي دفعتني لكتابتها:

1. التعاطي مع العلم بشكل غير منهجي عبر تقديم إدعاءات علمية بدون الكشف عن حيثياتها وطرق اثبات وجودها ومنهجيتها العلمية.

2. أستخدام العلم كوسيلة ترويج إعلامي وهو أمر خطير ينعكس سلباً على مفهوم العلوم عند الناس ويفقدهم الإهتمام بها عند اكتشاف حقيقة أولئك المروجين.

3. الإختراق الذي يحققه أصحاب العلوم الزائفة ومستخدمي الترويج العلمي يمكن أن يصل الى دوائر صنع القرار السياسي مما قد يصنع اختلالات خطيرة حال قرروا الإستعانة بها.

4. الأمم التي لا تحترم وتقدس العلم لا يمكنها أن تتقدم الى الأمام.

كيف نتعامل مع الأخبار العلمية؟

علينا ان ندرك اولاً بأننا مجتمع عاطفي يبحث عن انجاز وقدوة ويبالغ في الإحتفاء به ان وجده و يجب ايضاً ان نعرف بأن هذا الأمر قد يصنع فقاعات وبالونات كاذبة قد يكون اثرها سلبياً علينا.
في عالم الفضاء الرقمي المفتوح لا تصدق كل ما يقال لك بل ابحث قبل ان تقرر نشر خبر ما، مثلاً: معظم المعلومات التي نشرتها في الاجزاء السابقة متاحة على النت وسبق ان تعاطاها الكثير خصوصاً في المدونات الأجنبية لكننا لم نقرأها وربما ان بعضنا وتحت تأثير العاطفة لا يريد أن يصدق حتى وان بحث.

إذا عليك ان تسأل نفسك دائماً: هل هذا الخبر صحيح؟

وفي حالة الإدعاءات العلمية للبعض ابدأ بالبحث عن مساهماته العلمية باستخدام موقع جوجل سكولار www.scholar.google.com ومن خلاله ستجد قائمة بأبحاثه المنشورة ثم استعراض جانب من قيمة تلك الأبحاث عبر العودة الى عدد الإقتباسات من كل بحث وهو أمر ستجده تحت كل بحث في نفس الموقع ( انظر الصور ١-٢)

كما يمكنكم معرفة المجلات العلمية التي نشرت تلك الأبحاثات ومعامل تأثيرها والأخير هو مقياس لأهمية المجلات العلمية المحكمة ضمن مجال تخصصها البحثي، ويعكس معامل التأثير مدى إشارة الأبحاث الجديدة للأبحاث التي نشرت سابقاً في تلك المجلة والاستشهاد بها، وبذلك تكون المجلة التي تملك معامل تأثير مرتفع مجلة مهمة تتم الإشارة إلى أبحاثها والاستشهاد بها بشكل أكبر من تلك التي تملك معامل تأثير منخفض وبالطبع فكلما كان عدد الباحثين في مجالك البحثي كثير كلما زادت عدد الإقتباسات فيما تقل كلما كان حقل البحث ناشئاً أو أكثر تخصصية.

وتجدر الإشارة في هذا السياق الى ان جوجل سكولار يعتبر أحد الأدوات التي يمكن استخدامها وبالإضافة اليه يمكن إجراء مقارنات بين أي باحث مع باحثين وزملاء في نفس المجال وكذا تأثير هذا الباحث أو ذاك في المنظمات والمؤسسات العلمية التي يتبعونها ومراكزهم فيها بالإضافة الى امكانية تقييمهم من قبل جهات محايدة.

وللتذكير ايضاً سأعيد طرح النقاط السبع للتعرف على العلوم الزائفة وأصحابها كما وردت في كتاب الفودو العلمي-الطريق من السذاجة الى النصب لروبرت بارك:

1- أصحاب الإدعاءات العلمية الزائفة يتوجهون الى الصحافة والإعلام بدلاً عن التوجه الى المحافل العلمية والمجلات المتخصصة.

2- الإدعاء بأن مؤامرة تحاك لسرقة أبحاثهم او الإستئثار بها إما من قبل جهات استخباراتية او شركات عالمية او دول معادية.

3- النتائج التي توصل اليها صاحب الإكتشاف لا تتحسن مع الوقت وعادة لا يوجد له أبحاث سابقة او تالية في نفس المجال.

4- يعتمد صاحب الإكتشاف على أدلة شفهية لتدعيم دعواه.

5- يعمل صاحب الإكتشاف منفرداً بدون التواصل مع مؤسسة بحثية.

6- محاولة إعطاء الإكتشاف مصداقية أكبر عبر الإدعاء بأنه تطوير لشيئ علمي موجود سلفاً.

7- الإدعاء بأنه لكي يكون الإكتشاف حقيقياً يجب أن تتغير قوانين العلم فتجد صاحب الإكتشاف يأتي بنظريات علمية جديدة مفبركة ليثبت صحة اكتشافاته.

وفي الختام أود القول بأن هذه السلسلة لم تكن منطلقة من دافع شخصي أو انتقامي بقدر ما كانت غيرة على العلم وانتصاراً له وربما تستمر لفضح أكبر قدر من مدعي العلوم الزائفة والمروجين لأنفسهم من خلالها نظراً لخطورتهم التي أشرنا اليها سابقاً، كما أود أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لصديقي العزيز الذي كان ذكياً ولماحاً ليكتشف الكثير من النقاط والمواضيع التي وردت في هذه السلسلة.

وتذكروا دوماً المقولة: إحذر من العلم الزائف فهو أخطر من الجهل

الشكر مرة أخرى للاخ وضاح عثمان على المجهود الذي قام به لاعداد هذا التقرير

#العلم_الزائف
#عبقرية_او_مش_عبقرية
#اليمن #FraudWiki
#الشهادات_المزيفة
#هبلوو_حبه_نفر_دكتوراه
#الوهم #النصب