آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 06 مايو 2025 - 12:14 ص

سلسلة "الأهداف السامية والأحداث الدامية"

قبل الاستقلال - الحرب الأهلية الأولى بين الجبهة القومية وجبهة التحرير 1967

الإثنين - 26 يونيو 2023 - الساعة 02:00 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الدراسات والأبحاث بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (13)

نشبت الحرب الأهلية الأولى في أغسطس 1967م، التي دارت رحاها بين الجبهة القومية وجبهة التحرير؛ ولعل السبب الرئيس الذي كان وراء اندلاع هذه الحرب الأهلية، هو فشل دمج الجبهتين، الأمر الذي زاد عمقًا بعد أحداث (20 يونيو 1967م) وما لحقها من انقسامات بين رفاق الدرب الواحد.


وأجد نفسي هنا أمام شهادة أقولها للحقيقة وللتاريخ، وللأجيال وللأمانة؛ وهي أن انتفاضة (20يونيو 1967م) قد شاركت فيها كل الفصائل الوطنية والمنظمات النقابية، والعمالية والسياسية والطلابية، وكانت قد شكلت لحمة واحدة، وكان لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي وجود واضح في تلك الأحداث.

إن من الأمور البدهية أن يحدث خلاف في الرأي بين التنظيمات السياسية، كما أن الحرب إذا كانت تبدأ بالكلمات المعبرة عن الحقد والكراهية تجاه الآخر، فإنها تصل إلى حد سفك الدماء، وهذا ما حصل عندما أقدمت عناصر من جبهة التحرير على قتل الفدائي عبد النبي مدرم، ثم تبادلت الجبهتان عمليات اغتيال عناصر بعضهما البعض؛ أي إن كل جبهة كانت تدير عملية اغتيال فدائيين من الجبهة الأخرى.

إن أحداث الحرب الأهلية في أغسطس من عام (1967م) المؤسفة، قد جات من قبل عناصر غير مدركة لما ينطوي عليه الموقف من مضاعفات خطيرة على المدى الآني والمدى البعيد، وبمثل هكذا تصرف غير مسؤول وغير محسوب العواقب، شرعت تلكم العناصر غير المسؤولة في تفجير الموقف في مناطق الشيخ عثمان ودار سعد والقاهرة، وكان من الصعب بمكان وقف عمليات الاقتتال بين الفريقين المتحاربين. وقد راح ضحية هذا الاقتتال كثير من المواطنين الأبرياء.


الجيش والأمن يسعيان لوقف الاقتتال

من مفاهيم وطنية تنم عن حسن نية وإدراك بما ستؤول إليه الحرب الدائرة بين الجبهتين، تدخل الجيش والأمن لوقف الاقتتال؛ بتحريك سيارتين وعليهما مكبرات الصوت، تنادي الفريقين لوقف الاقتتال والاحتكام إلى الحوار السلمي وإلى صوت العقل.

كانت واحدة من السيارتين مع الرائد صالح محمد زنجبيلة، وكان يجوب بها شوارع مدينة الشيخ عثمان التي شهدت أشرس المعارك وأكثرها ضراوة.

لقد كان الجيشُ يؤمل من خلال دعوته الفريقين المتحاربين إلى إلقاء السلاح جانبًا، الاحتكام إلى لغة الحوار ومنطق العقل، لكن شيئا من ذلك لم يحصل، وباتت المحاولات بالفشل التام، ولم تتوصل إلى أي اتفاق لوقف الاقتتال.

بعد هذه الخطوة شُكِّلَتْ لجنة مشتركة من العناصر القيادية الواعية في جبهة التحرير والجبهة القومية؛ لتدارس الأحداث، والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتمَّ ذلك بالفعل في شهر سبتمبر (1967م)، وعلى وجه الدقة في تاريخ (1967/9/10م)، بعد أن أصدر الجيش والأمن معاً بياناً بتاريخ (1967/9/6م) يدعو الجبهتين إلى وقف القتال، الذي لا يخدم سوى أعداء الثورة في الجنوب اليمني المحتل.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات