آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 06 مايو 2025 - 12:14 ص

سلسلة "الأهداف السامية والأحداث الدامية"

6 نوفمبر 1967م - بعد اعتراف الجيش والأمن بالجبهة القومية.. اتساع الشرخ في الهيكل التنظيمي للجبهة القومية

الخميس - 27 يوليو 2023 - الساعة 08:48 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الدراسات والأبحاث بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (16)

إن موضوع اعتراف الجيش والأمن بالجبهة القومية ، لم يكن بالأمر الهيّن ولم يكن ليرضي بعض الأطراف أو الجهات أو الشخصيات، خصوصاً تلك التي تمتلك وزناً مهماً في الجانب العسكري.

لهذا كله ولغيره من الأسباب الذاتية والموضوعية العامة والخاصة، منها ما يتعلق بالجانب السياسي، وترجيح ميزان القوى العسكرية داخل التنظيمات والجبهات الرئيسة ذات النهج الثوري المسلح، ومنها ما يتعلق بترجيح ميزان القوى القبلية داخل المؤسستين الأمنيتين (الجيش والأمن)؛ لهذا كله تكهرب الجو العام، وارتفعت درجة الحرارة إلى حد غليان الدم عند المنتمين إلى جبهة التحرير من ضباط بمختلف رتبهم، وصف ضباط وجنود وكان أغلبهم من ابناء قبائل العوالق والصبيحة وردفان والحواشب ولحج، فقرروا مغادرة الجيش والأمن بشكل شبه جماعي، ويكاد يكون منظمًا ومتفقًا عليه.

فبعضهم ممن بلغوا سن المعاش، أو تجاوزوه، طلبوا حق الإحالة إلى التقاعد، أما من لم يبلغوا سن المعاش منهم، فقد طالبوا بمستحقات نهاية الخدمة، وعلى رأس من طالبوا بحق الإحالة إلى التقاعد كان العقيد / ناصر بريك عولقي.

إن هذا الموقف الذي اتخذه أبناء قبائل العوالق والصبيحة وردفان والحواشب ولحج، ممن كانوا يعملون سواء في الجيش أو الأمن، إنما كان تعبيراً احتجاجياً عن سخطهم على ما أقدم عليه القادة الموالون للجبهة القومية من أبناء الجيش والأمن، وعدُّوه ضربة موجهة لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي، وقد كان الحليف الرئيس للجبهة القومية.

وعلى وفق هذه المعطيات، وجراء هذه التداعيات المتسارعة التي لم تكن بالحسبان، بدأ الشَّرْخ الذي أصاب صُلْب الهيكل التنظيمي للجبهة القومية في الاتساع، ولم يعد بالإمكان إصلاحه؛ ذلك أن بعض العناصر في قيادة الجبهة القومية، أصيبت بمرض (جنون العظمة)، وهو مرض يفقد صاحبه القدرة على التمييز، كما يفقده القدرة على الإبصار السديد، مما تنعدم معه الرؤية الواضحة لمعالم طريق المستقبل المبنية على لعبة التوازنات السياسية في لعبة السياسة الدولية، وهذا ما افتقدته هذه العناصر المصابة بجنون العظمة.

تنبيه: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات