آخر تحديث للموقع : السبت - 27 أبريل 2024 - 12:29 م

الأهداف السامية والأحداث الدامية | أحداث 22 يونيو 1969م واستقالة الرئيس قحطان الشعبي

الثلاثاء - 20 فبراير 2024 - الساعة 06:44 ص بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (35)

كانت رياح العاصفة تحوم في سماء مدينة (عدن) ، والأجواء ملبدة بالغيوم السوداء، التي تحجب الرؤية، في ظل صراع سياسي متشابك الخيوط، تمسك بها وتُديرها جهات وأيادٍ خفية خارجية.

وفي ظل سيطرة هذا المشهد السياسي المتأزم على مسرح الأحداث، أصدر الرئيس قحطان محمد ناصر الشعبي، بتاريخ (18 يونيو 1969م)، قراراً قضى نصه بإعفاء الأخ محمد علي هيثم من منصبه وزيراً للداخلية، وهو الأمر الذي أدى إلى تسارع ردود الأفعال، والانعكاسات والتطورات، فيما يخص صحة قرار سيادة الرئيس من عدمه، وفي ضوء ذلك دعت القيادة العامة للجبهة القومية إلى عقد اجتماع طارئ، وقد تمخض عن هذا الاجتماع إعلانها رفض قرار الرئيس، تحت مبررات أنه قرار فردي، ولا ينسجم مع صلاحيات رئيس الجمهورية، المكفولة دستورياً وقانونياً.

وفي الاجتماع، تأزم الموقف وصار الوضع سياسياً وعسكرياً في حالة الخطر المحدق، بل ربما يمكن وصفه، أنه أصبح خارج نطاق السيطرة خصوصاً مع إصرار رئيس الجمهورية على موقفه، ورفضه العدول عن قراره، وفي ضوء ذلك برز داخل القيادة العامة للجبهة القومية تياران، وكان ذلك لأول مرة:

التيار الأول: يقوده رئيس الجمهورية قحطان محمد ناصر الشعبي، ويقف إلى جانبه ويؤازره مجموعة من المدنيين والعسكريين.
التيار الثاني: يقوده عبد الفتاح إسماعيل، ويقف إلى جانبه أيضاً
مجموعة من المدنيين والعسكريين.

وعلى خلفية هذه الصراعات، أعلنت حالة الطوارئ في الجيش والأمن وساد الجو العام شعور بأن البلد، بات يعيش على كف عفريت، وأن مجرد طلقة
رصاصة طائشة في ذلك الوقت، من يدري فلربما أنها كانت ستُدخل البلاد في حرب أهلية.

أدرك التياران خطورة الوضع، واتفقا على الالتزام بقرارات أغلبية أعضاء القيادة العامة للجبهة القومية، وهو الأمر الذي جنَّب البلاد كارثة كادت تعصف بها.

ظلت القيادة العامة للجبهة القومية مجتمعة طوال خمسة أيام بلياليها. وفي صبيحة يوم (22 يونيو 1969م)، قرر الرئيس / قحطان محمد ناصر الشعبي، تقديم استقالته من رئاسة الجمهورية، وأُعلِنَ في اليوم نفسه، عن تشكيل مجلس رئاسة، ضم الإخوة الآتية أسماؤهم:

1 سالم رُبيَّع علي، رئيساً لمجلس الرئاسة.
2 عبد الفتاح إسماعيل، أمين عام الجبهة القومية.
3 محمد علي هيثم رئيسا للوزراء.
4 محمد صالح عولقي، وزيرا للدفاع.
5 علي احمد ناصر عنتر، فيما بعد قائداً للجيش.

وفي اليوم التالي، أي في تاريخ (23 يونيو 1969م)، شُكِّلت الحكومةُ من الآتية أسماؤهم:
1. محمد علي هيثم - رئيساً للوزراء.
2. علي سالم البيض - وزيراً للخارجية.
3. محمد صالح مطيع - وزيراً للداخلية.
4. محمد صالح عولقي - وزيراً للدفاع.
5. محمود عبدالله عشيش - وزيراً للمالية، ووزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية.
6. عبد الباري قاسم - وزيراً للثقافة والإرشاد والتربية والتعليم.
7. علي مبارك محروق - وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط.
8. حيدر أبو بكر العطاس - وزيراً للأشغال والمواصلات.
9. علي ناصر محمد - وزيراً للإدارة المحلية والزراعة.
10. عادل خليفة - وزيراً للعدل والأوقاف
11. عبد العزيز الدالي - وزيراً للصحة.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات