غُيِّبَ الكثير من المناضلين الحقيقيِّن عن السَّاحة الجنوبيِّة بقصدٍ، وبغيرِ قصدٍ، وهذا قد يسبب تفكك للنسيج الأجتماعي، والسَّياسي الجنوبي؛ فلا بدَّ من أحتواء الجميع؛ لأنَّ الجنوبَ هو بيتنا الكبير؛ الَّذي ناضل الجميع من أجله ولولا جهود ، وتضحيات هؤلاء الرجال لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه بقضيتنا الجنوبيِّة، الَّتي صارت على رأس الهرم لأيِّة حلول قادمة في مسار القضيِّة الجنوبية؛ فلا بدَّ من ردَّ الأعتبار لكلِّ المناضلين الَّذين قدَّموا الغالي، والنفيس؛ حتَّى يشعر هؤلاء الرجال إن في قيادة مهتمة بكلِّ المناضلين الذين صالوا وجالوا في ساحات الوغى، وساحات النضال السلمي، وقدموا دماءهم وأموالهم من أجل الجنوب وقضيته العادلة.
وفي هذا المجال لايسعني ألٓا أن أقدّم الشكر والتقدير للهامة الوطنية الجنوبية، التي صارت مغيَّبة، وهذه الشخصية الوطنية المناضلة/ صالح حسين القاضي الخلاقي المكنى (بأبي إبراهيم)؛ هذه الشخصية القاصي والداني يعرفها حقَّ المعرفة؛ هذا الرجل قدَّم الكثير للقضية الجنوبية منذُ إنطلاق الحراك السلمي، وما قبل الحراك، حتَّى أظهر القضية الجنوبية في المحافل الأقليمية والدولية مع رفاقه المناضلين ، وسخر وقته وماله لهذه القضية العادلة؛ فقد كان أول الداعمين للحراك الجنوبي سياسياً، ومالياّ وعسكرياً ، وإعلامياً؛ فأسس ( قناة عدن لأيف ) ؛ كان همزة وصل للمقاربة بين الفرقاء السياسين في بداية الحراك الجنوبي؛ كان أخونا صالحاً أسماً على مسمَّى، كان كخلية نحل لا يكلُّ ولا يملُّ، وكان عنصراً متحركاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، فاصلحك أخونا صالحاً في الدنيا والأخرة فمن لايشكر الناس لا يشكر اللَّه، فدمتَ أبا إبراهيم فخراً وذخراً لجنوبنا الحبيب ، فبكم تُبنى الأوطان يا صناديد الرجال.