آخر تحديث للموقع : الإثنين - 22 أبريل 2024 - 09:46 م

مقالات


سيبقى الجنوب سدًّا منيعًا شامخًا بوجه الإرهاب

الأحد - 18 سبتمبر 2022 - الساعة 01:05 م

الكاتب: أ.د/ ميثاق باعباد الشعيبي - ارشيف الكاتب



كاتب جنوبي بارز ومفكر سياسي اكاديمي

أننا نقف اليوم صفًّا واحدًا منيعًا بوجه من اعتدى على أبطال قوات قواتنا المسلحة الجنوبية في الضالع وتليها العاصمة عدن وشبوة واليوم في أبين، والاعتداء السافر لأنصار الشيطان في يافع وجبهة الضالع المستمرة وغيرها من جبهات المحافظات الجنوبية، التي تعد سياجاً منيعاً لحماية الوطن، أمام كل الأطماع اليمنية والمؤامرات والدسائس، الذين يمثلون السياج الآمن والمتين ضد قوى الشر والضلال والدمار والإرهاب، ليبقى الجنوب بعزيمة أبنائه ووحدتهم الوطنية واحة آمنة مستقرة وملاذًا آمنًا لكل من يحتمي بترابه هربًا من آلة الموت والدمار التي اجتاحه الإرهاب اليمني البغيص ومساندة معظم الدول المحيطة بنا والواقعة في القسم الجنوبي الغربيّ من قارة آسيا، شمال شرقيّ الجزيرة العربيّة وغربها في منطقة الشرق الأوسط غرب قارة آسيا، وعاثت بها خرابًا وفسادًا ..

ان هذا الأعمال الإرهابية السافرة والغادرة الجبانه الذي دبرته وتديره خفافيش الظلام والتطرف والثلة الباغية المارقة الضالة المتمردة والخارجه عن الحق والقانون، يستحق أشد عبارات الإدانة والشجب والاستنكار التي تعبر عن الكثير من مشاعر الغضب والألم التي تكتنزها صدورنا أزاء هذا الجُرم اليمني والعمل الجبان ..

لقد سَطَّرَ جنودنا البواسل على الساحة الجنوبية إلى جانب ثلَّةً من المواطنين الشرفاء أسمى آيات البطولة والفداء وضحوّا بأرواحهم في سبيل إنقاذ الجنوب وأشخاص آخرين ظلوا في أبين الابية رهائن أيدِ الإحتلال والبغيِّ والضلال، إلا أن القوى اليمنية العابثة والمتمركزه في المهره والوادي والمتمردة على المجلس القيادي تستنفذ جهودها لإفشال جهود تنفيذ اتفاق الرياض، وإغراق الجنوب في مستنقع الصراعات والأزمات والإرهاب وسياسة العقاب الجماعي الممنهج ضد شعب الجنوب بهدف ثنيه عن مطالبه وتطلعاته المشروعة باستعادة وبناء دولته الجنوبية المستقلة، ونأمل أن تشهد المرحلة القادمة نحوا تحرير المهرة والوادي وتجاوباً من الدول الشقيقة للتحرير ماتبقى من الأرض وتطلعات شعب الجنوب، ومزيداً من التعاون والتنسيق المشترك لما فيه خدمة المصالح المشتركة، ويحقق الاستقرار والسلام والأمن في الجنوب والمنطقة والاقليم والعالم ...

ولقد استنكر كل الجنوبيين الشرفاء وقادة الدول الصديقة تلك الاعمال الارهابية التي يتعرض لها ابناء الجنوب، وعبروا عن الوقوف مع الوطن، والاعتزاز بكوادر أبطال القوات المسلحة والأمنية الجنوبية ونجاحهم وسرعة دقة التحري الاستخباراتي للكشف عن من قام بالعمليات الإرهابية الماضية من شرذمة الاحتلال اليمني والمأجوريين من المرتزقة الخونة والخارجين عن القانون بهدف مكاسب سياسية يمنيه رخيصة، وزعزعة الامن الجنوبي والقومي العربي ..

كل القوى والاطراف الاقليمية والدولية تدرك تماماً ان الجنوب بيئة طاردة للارهاب والتطرف، فمهما استخدموا المكر وتبادل الادوار والغدر والقتل والبغي في ارض الجنوب، واستمرو في تامرهم على الجنوب وأبنائه وتمادو في تحريك ادواتهم الجبانة باسم القاعدة والموضة الحديثة الدواعش فان إرادة الشعوب لا تنكسر، وإن حوادث الاعتداءات الإرهابية والجبانة على جنودنا البواسل لن ينال من عزيمة الشعب الجنوبي الواحد وتلاحمه وسيبقى وكما هو على الدوام نسيجًا واحدًا متعاضدًا يقظًا يخرج من كل التحديات أكثر قوة وعزيمة وإصرار على مواجهة التحديات ..

ويجب تشكيل حراك دولي عبر مخاطبة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإطلاعها على حجم الإرهاب الذي استشرى بشكل غير مسبوق في الجنوب، باعتبار أن تفشي الإرهاب على هذا النحو يهدد أمن المنطقة برمتها، لان التجاهل الدولي لا يثير غصة جنوبية وحسب، والكلفة القاسية التي تكبّدها شعبنا الثائر، جرّاء هذا الإرهاب المسعور، لكنه قد يصل إلى درجة فتح شهية التنظيمات الإرهابية لتكثيف عملياتها العدوانية ما يُشكل تهديدًا عاصفًا لأمن المنطقة والعالم برمته ...

لا يمكن أبداً تبرير الأعمال الإرهابية المتطرفة التي تتبنى أفكاراً شاذه، ولا تبرر الذرائع الدينية وأساليب العنف على الإطلاق، وفي الوقت نفسه، لن نستطيع قط هزيمة الإرهاب في الأجل الطويل ما لم يكن ضمان إعطاء الأولوية الواجبة لمكافحة الإرهاب على نطاق منظومة الأمم المتحدة ..

والعالم باسره سيشهد طوال المستقبل سحابة الايام للرد الجنوبي الواضح والقوي على تلك الرسالة حين عززت الاجهزة العسكرية الشجاعة والبطولية وابناء الجنوب الذين التفوا حولهم، لتكسر الأيادي التي حاولت وتحاول بكل جبن المس بقلعة عاصمة الصمود الجنوبية، فتغلغل هذه الايادي النجسة في ثنايا العاصمة عدن وغيرها تحت جنح الظلام لم يعينهم على تحقيق اي من اهدافهم الخبيثة، وسيتمكن أبطال قواتنا الباسله على مرأى ومسمع العالم اجمع من اعادة الخنجر الى صدر مرسيله، لتبقى الرسالة ان الجنوب قلعة صمود وتصدي في وجه الارهاب اليمني ..

مع ضرورة أخذ العبرة من مثل هذه الأعمال الإرهابية بحيث يتم محاصرة هذه الفئات الضالة ومنعها من استغلال الدين وتجريم أصحاب الفكر المنحرف وكذلك تحصين المجتمع الجنوبي وتوعية الرأي العام في كيفية التعامل مع هذه الجرائم واخطارها، كما ندعو الى رص الصفوف والضرب بيد من حديد كل الذين يتربصون بالجنوب واهله لبث الفوضى وزعزعة الامن والاستقرار، وندعوا المؤسسات المجتمعية وجميع المواطنين والوافديين وللاجئين والمستوطنيين اليمنيين للحفاظ على هذه الصورة الزاهية للعاصمة عدن وللجنوب العربي، ولهي دليل قاطع على وحدة الصف الجنوبي، بمختلف تنوعاته ..

لا شك أن التضحية الجمه للوطن من أصعب مصائب الدنيا، وتعد التضحيات التي قدمها أبطال الجنوب، مصدر إلهام لجيل الاحفاد، فقد صنعوا تاريخاً حافلاً بالأمجاد والبطولات، عشقوا المجد وزادو علو ورفعة، ليرسموا معالم النصر بدمائهم الزكية، تدوي أسمائهم بصفات المجد والخلود، وإنّنا لعلى ثقة تامة في قُدرة قوات الشّعب الجنوبي الأبيّ على الانتصار على آفة الإرهاب المقيتة، وحفظ أمنه واستقراره الذي نعتبره مقوّما أساسيا من مقوّمات السلم الاجتماعي، ونؤكد ان الجنوب سيظل قلعة عصية على كل المحاولات الارهابية المسعورة التي تحاول استهداف امنه واستقراره، وأننا كنا دائما على ثقة بقدرات الجنوبيين، كافة أجهزة عسكرية ومدنيين، على كسر اي يد قد تفكر التطاول على امننا واستقرارنا، وان ما يحصل في العاصمة عدن وغيرها ما هي الا رسالة بذيئة من مرجعية اكثر بذاءة ارادت الطعن بالموقف الجنوبي الصلب باستعادة الدوله الجنوبية في مواجهة الارهاب بكافة الوانه واشكاله ..

وان أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية مستمرون ان تسطِّر دروس في التضحية والفِداء والالتفاف حول قيادتهم الجنوبية، ونؤكد وقوف شعبنا الجنوبي الصريح والقوي خلف الاجهزة الامنية والجيش الجنوبي العربي والقيادة الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ضد ارهاب الاخوان وأنصاره الصفوي العابث، ولن تزيد الجنوبيين الا إصراراً على وحدتهم وتلاحمهم، وتكاتفهم معاً ضد القوى الظلامية التي شرعت لنفسها الضلالة والاجرام ..

وسيبقى الجنوب سدًّا منيعًا شامخًا بوجه الإرهاب والتطرف اليمني وسيضرب بيد من حديد لمن يحاول أن يمس بأمنه واستقراره وعزيمته، وأنه لن ينال من عزمه وعزم أبنائه أي جهة وفئة ضالة مارقة سوّلت لها نفسها بالتعدي على ترابه الطهور ..

ان الارهاب لم يثنينا ولن يخيفنا، وان الجنوب العربي لن تزعزعه رياح الفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة والإقليم، وان هذه الطغمة الفاسدة تستحق ما آلت اليه مصائرهم على أيدي حماة الوطن، ليتولى الله جلا علاه محاسبتهم ومجازاتهم على ما اقترفت ايديهم من قتل وسفك دماء وترويع للآمنين من المواطنين، وأن ما حدث سيزيد الجنوبيين إصرارا على التمسك بوحدتهم الجنوبية الوطنية والالتفاف حول قيادتهم الانتقالية وأجهزتهم الأمنية وجيشهم الجنوبي العظيم، وسيكون النصر باذن الله حليفنا حتمًا لا محالة ....

ونحتسب عند الله جنود قواتنا المسلحة الجنوبية مِمَّن لحِقوا بِرُكبِ الشهداء الآخرين، والمواطنين من قَضَى نَحْبَهُ، الذي ضحوا بدمائهم في سبيل الجنوب ليتقبلهم الله شهداء، ويتغمدهم الله تعالى جميعاً بواسع كرمه، وأن يرحمهم رحمة الأبرار، ويوسِّع عليهم من مغفرته، وأن يشفي الجرحى الميامين، وأن يحفظ الجنوب دائمًا مستقرًا آمنًا، وبعيدًا عن زارعي الإرهاب والتفرقة والتقسيم ....

خالص تحياتي واحترامي