آخر تحديث للموقع : الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - 07:49 ص

مقالات


عامٌ مضى ولم يترك إلا الألم، وعامٌ أتى حاملاً نفس الجراح

الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 07:49 ص

الكاتب: دكتور/ قاسم الهارش - ارشيف الكاتب




شهدت الساحة السياسية مساء أمس صدور ثلاثة تصريحات متزامنة تقريباً لقيادات بارزة داخل مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة، في خطوة لافتة حملت رسائل عميقة الدلالة، وأشارت بوضوح إلى مكامن الخلل في طريقة إدارة المجلس، وفتحت الباب أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل عمله وشرعيته.

محمد الغيثي ركز في حديثه على ضرورة إيجاد آلية تشاركية لصناعة القرار داخل المجلس، معتبراً أن غياب هذه الآلية هو السبب المباشر لحالة الجمود والمراوحة التي يعيشها المجلس منذ تأسيسه.

أما فرج البحسني، فقد وجه سهام نقده نحو التسويف والمماطلة في إقرار لائحة عمل المجلس، مؤكداً أن هذا التأخير انعكس سلبا على الواقع في المحافظات المحررة، حيث تفشى الفساد وانهار حضور القانون.

في المقابل، جاء تصريح أبو زرعة المحرمي أكثر وضوحاً وصراحة، إذ وضع إصبعه على جوهر المشكلة القرارات الفردية والانفراد بالسلطة، محذرا من أن هذه الممارسات تعرقل العمل المؤسسي وتفقد الثقة المتبادلة بين أعضاء المجلس.

التصريحات الثلاثة، وإن بدت متفرقة في الشكل، إلا أنها تكشف عن إجماع غير معلن بين أعضاء بارزين في المجلس بأن غياب آلية واضحة وتشاركية لصناعة القرار هو أصل الأزمة.
الخطاب حمل أيضاً انتقاداً مبطناً لرئاسة المجلس، ولطريقة إدارة الملفات بعيداً عن مبدأ المسؤولية الجماعية.

وتزامن هذه المواقف يوحي بوجود تيار داخلي ضاغط يسعى إلى إعادة هيكلة طريقة عمل المجلس وتوزيع الصلاحيات بشكل أكثر عدلاً وشفافية، بما يضمن تحصين شرعية المجلس أمام الشارع، ويحافظ على تماسكه أمام التحديات المتصاعدة.

لم تقتصر الرسالة على الداخل اليمني، بل بدت أيضا موجهة إلى التحالف العربي والمجتمع الدولي. فالتصريحات الثلاثة تحمل إنذاراً واضحاً بأن الوضع الحالي غير مستدام، وأن غياب الإصلاحات قد يؤدي إلى فقدان المجلس شرعيته الشعبية، الأمر الذي سيضاعف من تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، وهذا اختبار حقيقي للقيادة والتحالف

وبهذا المعنى، فإن ما صدر ليس مجرد تصريحات عابرة، بل إنذار سياسي جماعي يضع قيادة المجلس والتحالف أمام اختبار حقيقي..
إما إقرار لائحة واضحة لتوزيع المهام وتفعيل العمل المؤسسي، أو استمرار حالة الجمود والانقسام بما تحمله من مخاطر جسيمة على وحدة الشرعية وثقة الشارع اليمني.