آخر تحديث للموقع : الإثنين - 22 أبريل 2024 - 09:46 م

سلسلة خاصة..

الأهداف السامية والأحداث الدامية - الملكيُّون في بيحان وتصرُّفاتهم المُشمئزّة

الأربعاء - 15 مارس 2023 - الساعة 06:23 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الأبحاث والدراسات لمركز شمسان للصحافة

المذكرة ( 6 )

بيحان القَصَّاب التي كانت نقطة تجمُّع وانطلاق الملكيين وأعوانهم المرتزقة الأجانب بحرية تامّة بين الشمال والجنوب؛ بتواطؤ أمير إمارة بيحان المدعوم من بريطانيا والملكيين؛ لإحباط ثورة 26 سبتمبر.

كان لبقايا الملكيين وأعوانهم وجودٌ دائمٌ في (بيحان القصّاب)، كما كان لهم حركةٌ مستمرةٌ بين (عدن وبيحان) (بيحان ونجد مرقد)، (نجد مرقد أسفل وادي حريب)، (الحجلاء والجوف).

سلوك الملكيين في بيحان

يذكر اللواء بن عليو صاحب المذكرات ما شاهده عيانًا من سلوك الملكيين وتصرُّفاتهم في بيحان، وقد كان في ضمن قافلة عسكرية تابعة لجيش الليوي، فقال:
"كنتُ في عام 1963م قد رافقتُ قافلة عسكرية تحمل مُؤَنًا لحامية (بيحان القصّاب) العسكرية، وفي أثناء تجوالي شاهدتُ الملكيين بأعداد كبيرة يجوبون الشوارع، ويرتادون المطاعم والمقاهي والمخابز والمشارب، وغيرها من المحلات؛ فيشترون ما يريدون وما لا يريدون، وكانوا يدفعون ثمن ما يشترون بالجنيه الذهب، حتى ثمن الشاهي.

ولكثرة ما كانت جيوبهم تمتلئ بالجنيهات الذهبية، فقد كانوا يصرفونها على أنفسهم كما لو كانت شِلِنَات أو عانات [ عملات معدنية جنوبية]".

قال بن عليو عندما تذكّر هذه المشاهد: "أتذكّر أني قلت في نفسي: يا لها من مفارقات عجيبة في هذا الزمن العجيب!. لقد كانت تصرفاتهم تلك تمثل ظاهرة مزعجة للمدينة وأبنائها، وكانت تثير الاشمئزازَ والحَنَقَ تلك الصورُ، لا يمكن لها أن تسقط من جدار الذاكرة، خصوصًا لذا المواطنين وأفراد الجيش الغيورين على وطنهم الذي أصبح بضاعةً تُباع في الأسواق، وتُدفَع قيمتُها بالجنيه الذهب.

من هنا تولّدتْ مشاعرُ الحقدِ والكراهية، في نفوس المواطنين وأفراد الجيش، تجاه الملكيين وبريطانيا، وكذلك تجاه الشريف أمير بيحان الذي فتح حدود إمارته للقوى المناهضة للنظام الجمهوري الوليد، ولثورة 26 سبتمبر 1962م، بهدف إجهاضها.

ولقد زادت مساحة الحقد والكراهية، واتسعت في نفوس المواطنين وأفراد الجيش والأمن، مما ولَّد ردَّ فعلٍ عكسيٍّ، جعلهم يدركون - من خلال تبادلهم الأحاديث - أن ما يجري في إمارة بيحان ما هو إلّا مؤامرة وخيانة وطنية عظمى بكل المقاييس.

لقد انتاب المواطنين في الجنوب، الشعورُ بالخوف على مستقبل الجمهورية الفتية والنظام الجمهوري في صنعاء، وزادتْ حِدّة الشعور بالحقد والكراهية ضد التواجد البريطاني وبعض السلاطين والأمراء المتعاونين مع بريطانيا، وعلى رأسهم أمير بيحان الشريف حسين الهبيلي، بسبب مواقفهم المساندة للملكيين".


تنبيه: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات