آخر تحديث للموقع : السبت - 27 أبريل 2024 - 11:29 م

سلسلة "الأهداف السامية والأحداث الدامية"..

مقدمات أحداث 14 مايو 1968م واتِّهام حكومة الرئيس قحطان ورئيس وزرائه فيصل الشعبي بالرجعية

الإثنين - 30 أكتوبر 2023 - الساعة 05:03 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات لمركز شمسان للصحافة

المذكرة (24)

سبق أن جاء في المذكرة (22) أن أعمال المؤتمر الرابع كانت قد أفرزت إلى حيز الواقع فريقين متضادين، هما الفريق المعتدل بقيادة الرئيس قحطان، وفريق آخر ذو ميول يسارية متطرفة كان يتزعمه عبد الفتاح إسماعيل، وهذا الفريق بدوره كان ينقسم إلى ثلاثة تيارات يسارية: التيار الموسكوي، والتيار الاستاليني والتيار الماوي.


ولكن - بعد انتهاء أعمال المؤتمر - اتضح أن هنالك فريقاً ثالثاً يمثله المثقفون، وهو (اليمين الوسط)، وهذا الفريق الذي كان يتزعمه الأخ/ علي عبد العليم، ومعه الإخوة سالم الكندي، وسعيد العكبري ومجاميع أخرى من العسكريين والمدنيين.

كان هذا الفريق يرى أن البلاد ستسودها الفوضى إذا ما أقدمت السلطة على تأميم ممتلكات المواطنين، انسياقاً وراء مطالب العناصر السارية المتطرفة.

وبعد أيام معدودات من انتهاء أعمال المؤتمر العام الرابع للجبهة القومية أعلن أصحاب التيار اليساري المتطرف عصياتهم على السلطة السياسية. وأعلنوا منطقتي (أبين وجعار) تحت سيطرتهم إدارياً وعسكرياً وسياسياً، ومنعوا القوات الحكومية من دخولها. كما قاموا بتشكيل قوات شعبية، وحرس شعبي داخل هاتين المنطقتين، على غرار ما عمله الزعيم الفيتنامي ((هوشي منه)) الذي ألّف كتاباً عن حرب التحرير الشعبية، وكان أصحاب اليسار المتطرف قد قرأوه، وقالوا إنهم سوف يستمرون في حربهم وسوف يُسخِّرون الطبيعة لصالحهم، وأنهم سيحتمون بالجبال والسهول والوديان من القوات الحكومية، وسينقلون الحرب إلى تلك المناطق.

حاولت السلطة السياسية جاهدة حل ظاهرة التمرد بالحوار السلمي فأرسلت الوفود إلى تلك العناصر اليسارية المتطرفة بغية الوصول إلى حل سلمي يُثني تلك العناصر عن تمردهم، ويعود بهم إلى جادّة الصواب، لكن هذه العملية لم تأتِ بأيّ نتيجة ملموسة. فالوفود التي أرسلتها الحكومة إلى تلك العناصر في منطقتي (أبين وجعار)، تشكلت من عسكريين ومدنيين. وكانت هذه العناصر المتطرفة، في أثناء تحاوراتها مع وفود الحكومة تطرح عليهم مقولات إن حكومة الرئيس / قحطان الشعبي ورئيس وزرائه فيصل الشعبي رجعيةٌ، وإن من يُسيِّر ويُدير سياستها هم قادة الجيش والأمن الذين خدموا مع الاحتلال البريطاني، وإذا لم يستجب الرئيس / قحطان لمطالبهم المتمثلة بالتأميم الشامل وإنشاء جيش ثوري، وحل الجيش والأمن القائمين آنذاك - القديم على حد وصف تلك العناصر - فإنهم سيُعلنون القيام بحرب تحرير شعبية، كما فعل الزعيم الفيتنامي (هوشي منه)، وسيلجؤون إلى الجبال في حال هجوم القوات الحكومية عليهم، وأنهم سناضلون حتى يتحقق لهم النصر.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة البحوث والدراسات لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات