آخر تحديث للموقع : السبت - 27 أبريل 2024 - 11:29 م

"من مُذكّرات اللواء محمد قاسم بن عليو"..

الأهداف السامية والأحداث الدامية- التحرير والرابطة تحاولان استغلال أحداث ( 14 مايو 1968م) لإسقاط حكومة الجبهة القومية

الخميس - 16 نوفمبر 2023 - الساعة 11:22 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات لمركز شمسان للصحافة

المذكرة (26)

استغل قياديو جبهة التحرير والتنظيم الشعبي الجناح العسكري لجبهة التحرير والسلاطين المنضوون في جبهة التحرير، وكذا حزب الرابطة، استغلوا الانشقاق الذي حصل في صفوف الجبهة القومية، خصوصاً في قياداتها ، فقاموا بتكثيف نشاطهم اليومي، من خلال الاتصال بضباط وصف وجنود الجيش والأمن المنتمين إلى قبائلهم، وأوصلوهم إلى قناعة بضرورة تشكيل حكومة وطنية، تتعامل مع الواقع اليمني والدولي؛ لأن حكومة قحطان الشعبي ستسقطها العناصر الشيوعية على حد تعبيرهم ، ويقصدون بالعناصر الشيوعية، أصحاب اليسار المتطرف، وأن هذا واقع غير مقبول، لا من العالم العربي، ولا من الدول المجاورة، ويقصدون بها (الجمهورية العربية اليمنية، والمملكة العربية السعودية).


بهذا الطرح تجاوب عدد من الضباط الكبار، الذين كانوا بالأمس في إطار وعضوية الجبهة القومية، وكانت لهم أدوار وطنية بارزة، بالإضافة إلى الضباط والصف والجنود الذين سبق أن انضموا إلى جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية وغادروا الجيش والأمن بعد أحداث (6 نوفمبر 1967م)، وهي الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وخلالها اعترف الجيش والأمن بالجبهة القومية ممثلاً وحيداً وشرعياً لأبناء
الشعب في الجنوب اليمني.

إن أهم أسباب تجاوب بعض القادة والضباط والصف والجنود الذين كانوا بالأمس أعضاء في الجبهة القومية، مع فكرة دعاة الوحدة الوطنية من جبهة التحرير والسلاطين وحزب الرابطة، يعود إلى ما كانوا يعيشونه في الواقع اليومي من أحداث مؤسفة بين العناصر اليسارية المتطرفة، والعناصر الواقعية في قيادة الجبهة القومية، أدت إلى حدوث خلافات وانقسامات فكرية شقّت صف الجبهة القومية، وأوصلت هؤلاء الضباط والصف والجنود إلى قناعة بالانضمام إلى ما كان يُروِّج له دعاة الوحدة الوطنية، من أفكار تدعو إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطنية تشارك فيها جميع الأحزاب والمنظمات
السياسية والنقابات والعناصر الوطنية المستقلة.

هذه الدعوة - تشكيل حكومة ائتلاف وطنية - لقيت صدًا كبيرًا ، وتأثر بها قطاع واسع، وبخاصة المنتمين إلى قبائل العوالق وردفان والصبيحة ولحج وبيحان والحواشب، فكثّفوا من أنشطتهم السياسية بشكل يومي، فانتشر نشاطهم وتوسّع وتطور حتى أصبح واضحًا للعيان.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات