اليوم لم يعد النشاط العسكري أو السياسي وحده كافيًا لحماية المصالح وصناعة الصورة. هناك مسار آخر لا يقل أهمية وهو المسار الدبلوماسي (Diplomatic Track) ومسار المنظمات (NGOs).
الدبلوماسية الرسمية عبر السفارات والسلك الدبلوماسي (Diplomatic Corps) هي التي تدافع عن الرواية أمام المجتمع الدولي. وعندما يكون هذا الحضور ضعيفًا أو غائبًا، يظهر فراغ يستغله الخصوم.
إلى جانب ذلك، هناك المنظمات الوسيطة (Intermediary NGOs) التي تعمل كحلقة وصل بين المجتمع المدني والأمم المتحدة ووكالاتها. هذه المنظمات ترفع تقارير وتبني صورًا ذهنية تؤثر بشكل مباشر على مواقف وبيانات المجتمع الدولي.
في حالة المجلس الانتقالي، استغل الخصوم هذا الغياب. فالكثير من البيانات الصادرة عن Human Rights Watch أو السفارة الأمريكية أو منظمات مثل صحفيات بلا قيود تستند إلى روايات مضللة، ما يؤدي إلى ضغوط سياسية ضد المجلس.
ترك هذه المساحة فارغة يعني السماح للخصوم بفرض روايتهم. أما بناء شبكة منظمات فاعلة وخط دبلوماسي موازٍ، فهو الضمانة لحماية الصورة السياسية والحقوقية للمجلس أمام المجتمع الدولي.
#يعقوب_السفياني