آخر تحديث للموقع : الإثنين - 22 أبريل 2024 - 09:46 م

تقرير خاص: سيناريو الحرب في اليمن ومستقبل اطراف الصراع

الخميس - 02 فبراير 2023 - الساعة 12:59 م بتوقيت اليمن ،،،

شمسان نت- خاص :



- حرب حوثية طويلة الأمد تعصف بالبلاد

- توسع سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على الارض

- المليشيات الحوثية...تحشيد مستمر واحباط لمساعي الهدنة

- تقلص نفوذ حزب الإخوان في السيطرة على قرار الرئاسة

- توقعات بتوقف الحرب في اليمن وانتعاش فرص السلام

- بروز خلافات على طاولة مجلس القيادة الرئاسي



الصراع في اليمن متجذر في الانقسامات السياسية والاقتصادية طويلة الأمد بين شمال اليمن وجنوبه. وقد نمت بشكل أكبر في السنوات الأخيرة ، مع وجود حكومتين وفصائل متنافسة .

أدى الصراع إلى أزمة إنسانية ، مع تعرض ملايين الأشخاص لخطر المجاعة ، وبحاجة إلى مساعدة اقتصادية ، ويعيشون في مخيمات للنازحين. ولكن منذ بدء حرب 2015 ، كان ميزان القوى يسير في خطٍّ تصاعدي راسمًا تفوقًا كاسحًا للحوثيين وحلفائهم (الرئيس السابق صالح والحرس الجمهوري)، لكن موازين القوى واتجاهات الصراع في اليمن تغيَّرت بعد النصر السريع والمفاجيء الذي حققته القوات العسكرية في الجنوب من بداية عاصفة الحزم.

سيطرت القوات الجنوبية ، و المجلس الانتقالي الجنوبي ، على محافظات جنوب اليمن من خلال القوة العسكرية. استولوا على محافظات عدن وشبوة وأبين والضالع وحضرموت والمهرة وسقطرى ، وشكلوا تحالفًا مع الإمارات العربية المتحدة ، التي زودتهم بموارد ودعم إضافي.

كان لهذا التحالف دورًا أساسيًا في تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من توسيع سيطرته ، مما أدى إلى الفصل الفعلي بين جنوب اليمن وشماله. حينها انتقلت الأوضاع من (مرحلة الدفاع) إلى (مرحلة الهجوم)، ومن ردِّ الفعل إلى تحديد مسارات الصراع في الميدان .ليتحرَّر على إثر ذلك الجنوب تمامًا من وجود أي قوات للحوثيين مما أدى لاحقا إلى خلخلة صفوف تحالف الحوثي ، ونقل المعركة ضدهم من الجنوب إلى الوسط (إب وتعز والبيضاء) ، وأسهم هذا الواقع الميداني الجديد في إعادة تحديد خيارات وبدائل الأطراف المتصارعة.


- الانتقالي.. سيطرة ونفوذ :


صعد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى السلطة في عام 2015 عندما سيطر على عدن ، التي كانت تحت سيطرة الحوثيين منذ عام 2014.

وأعقب هذه الخطوة سلسلة من الحملات العسكرية التي استولى فيها المجلس الانتقالي على عدة محافظات جنوبية أخرى.

في عام 2018 ، وقع المجلس الانتقالي الجنوبي اتفاقية لتقاسم السلطة مع الحكومة المعترف بها دوليًا ، مما أدى إلى تشكيل حكومة مؤقتة في عدن.

من بين المحافظات أبين، حيث دفع المجلس الانتقالي الجنوبي بقوات كبيرة للسيطرة عليها وتطهيرها بينما يواصل احكام سيطرته على عدن ولحج والضالع وسقطرى، إذ كانت مليشيات الإخوان تسيطر على مديريات شقرة ولودر والمحفد ومودية والوضيع، وتمثل الجزء الأكبر من المحافظة.عقب عمليات عسكرية أطلقتها قوات الانتقالي ضد من وصفتهم بـ"العناصر الإرهابية" فرض المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته الكاملة على محافظة أبين جنوبي اليمن لينهي بذلك نزاعا ومعارك بين قوات الانتقالي ومليشيات الإرهاب ويفرض سيطرته ونفوذه الكامل .



- الحوثي.. التحشيد مستمر:


اتهم الحوثيون بزيادة وجودهم العسكري في اليمن في انتهاك لاتفاقية الهدنة والأمن الإقليمي. ويواصل الحوثيون تحدي اتفاقيات الهدنة ويزيدون من حشدهم العسكري بشكل مستمر.

"مأرب" كانت أقرب مثال حيث تؤكد مصادر عسكرية أن  الميليشيا الحوثية تدفع بآليات وعربات عسكرية وناقلات جند وعشرات المسلحين إلى مواقعها وأنها تواصل خروقاتها في مستهدفة مواقع القوات الحكومية بالمدفعية والطائرات المسيّرة، إضافة إلى استمرار التحشيد واستحداث مواقع جديدة .

وفي 2 أغسطس الماضي، كانت الأمم المتحدة قد أعلنت موافقة الحكومة اليمنية والميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على تمديد الهُدنة بين الطرفين التي بدأت مطلع أبريل الماضي.



- حزب الإصلاح...الفصيل الأضعف:



يلعب المجلس الانتقالي الجنوبي دورا بارزا على الصعيد المحلي والدولي ، ويحقق مكاسب سياسية وميدانية، بشكل متسارع على مستوى المحافظات الجنوبية في اليمن ، وسط غياب وتقليص الدور الذي كان يلعبه حزب الإصلاح في إطار الشرعية والمكونات المناهضة لمليشيا الحوثي الانقلابية.


تأتي هذه التطورات، الميدانية والسياسية، وسط بروز خلافات حادة وحملات إعلامية مضادة، بين القوى المنضوية في المجلس القيادي الرئاسي الذي تشكل برعاية خليجية، برئاسة رشاد العليمي، خلفا لسلطة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.

ويقول مراقبون، إن إعادة تشكيل وصياغة الشرعية في كيان، يضم قوى متنافسة ، حد من نفوذ حزب الإصلاح الذي كان يسيطر على مركز القرار في الرئاسة .


و يشير المراقبون، إلى أن تحقيق المجلس الانتقالي منافسة وحضور قويين في المجلس الرئاسي وتوسع ميداني على الأرض في الجنوب، قلص من دور حزب الإصلاح سياسيا وعسكريا.

ويرى المراقبون، أن الحملة التي يقودها حزب الإصلاح، ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي والمجلس الانتقالي، وتواريها خلف شعارات وطنية تهدف إلى تحشيد الأتباع وتماسك القوات التي يفرض سيطرته عليها للحفاظ على ما يعتقد أنها مكاسب حققها خلال الفترة الماضية.



- مستقبل الحرب :


وفق هذ السيناريو، قد تنخفض المعارك الدائرة على الأرض بين جماعة الحوثي والقوات الجنوبية بشكل ملحوظ، بالتوازي مع تحقيق المفاوضات الأممية تفاهمات مستقرة بين الأطراف قبل نهاية العام 2022.

قد يُساعد الهدوء النسبي في جبهات القتال على الوصول لاتفاقية تهدئة دائمة وشاملة عبر مراحل ثلاث تمتد من الاستقرار والإغاثة في المدى القريب، إلى فترة انتقالية لبناء المؤسسات على المدى المتوسط​​، وتبلغ ذروتها في توطيد الديمقراطية والتنمية المستدامة على المدى الطويل. 

وحتى ذلك الوقت، سيبقى التوقع في السنوات المقبلة بترجيح ظهور دولة اتحادية هشّة، وحكومة مركزية غير قادرة على توسيع صلاحياتها وبسط سيطرتها الكاملة.

التنفيذ الكامل والشفاف لاتفاقية الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي بقيادة الرئيس “الزبيدي”، هو على الأرجح شرط مسبق لأي مفاوضات جادة من طرف الحكومة الشرعية مع جماعة الحوثي.

سيبقى الأمر مرهوناً في هذا السيناريو بشرط ضبط الوضع الميداني، فبينما أظهرت الأطراف المتصارعة حرصها على استئناف المفاوضات وابرام صفقات تبادل أسرى، أظهرت الهجمات الأخيرة لجماعة الحوثي لحضرموت بأن استراتيجية الجلوس على طاولة المفاوضات بموقع ميداني متقدم هي الحاكمة عند الحوثي.




متعلقات