آخر تحديث للموقع : السبت - 27 أبريل 2024 - 11:29 م

من مُذكّرات اللواء / محمد قاسم بن عليو..

جبهة التحرير تستعد عسكريًّا لإسقاط حكومة الجبهة القومية

الخميس - 14 ديسمبر 2023 - الساعة 09:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات لمركز شمسان للصحافة

المذكرة (27)

من خلال موقعي في الجيش، قائداً لسلاح الدروع، وبحكم أن رتبتي العسكرية هي رائد ، ومنصبي هو قائد سلاح، يسمحان لي بالاطلاع ومعرفة ما يدور داخل وحدات الجيش بكل سهولة ويسر، فقد كنت أرى الضباط والصف والجنود المتأثرين بفكرة دعاة الوحدة الوطنية، كيف كثّفوا من اتصالاتهم السلكية واللاسلكية، بين الوحدات المسيطرين عليها داخل الجيش والأمن. وكيف كانت تتم بينهم بشكل يومي، يتبادلون خلالها معرفة الموقفين الأمني والعسكري والحالة العامة، والمعلومات التي تخص تنفيذ مخططهم، الأمر الذي وصل في نهايته إلى حد التحدي، عندما شرعوا بالتهيئة والاستعداد للمواجهة العسكرية الفاصلة مع حكومة الرئيس قحطان الشعبي، وحددوا موعد سقوطها في تاريخ (27 يوليو 1968م) ، أي بعد مرور (73) يوماً على أحداث (14 مايو 1968م) في (أبين وجعار).


ولتنفيذ فكرتهم بإقامة حكومة وطنية ائتلافية أقاموا محورينِ:

1- محور ردفان:

تحركت في ذلك التاريخ مجاميع كبيرة من منطقتي (الطفوة والحبيلين) ومجاميع أخرى من مدينة (تعز) أو ما كان يعرف بمعسكر (الحوبان) وكان هدفها منع أي قوات عسكرية، تتحرك من داخل المعسكرات الحكومية في الحبيلين والضالع ... إلخ.

وقد تمركزت مجاميع من هذه القوات في الجبال المحاذية لسيلة (بلة)، الواقعة على طريق (لحج، العند، الحبيلين).

وبالمقابل من ذلك، أعلنت قيادة الجيش والأمن حالة الطوارئ، وقامت بتجميع مئات من الفدائيين والحرس الشعبي، ووضعتهم تحت إمرة قوات الجيش والأمن.

وفي ذلك التاريخ، تحركت قافلة عسكرية من أفراد الأمن، ومعها سرية مشاة من الجيش، إلى حامية (الحبيلين)، ولدى عبورها سيلة (بلة)، انفجر لغم أرضي في إحدى السيارات، أدى إلى مقتل قائد القافلة، وعشرة آخرين من أفراد القافلة تقريباً، كما أصيب عدد آخر بجراح.

عند هذا الحادث انفجر الوضع، وبدأ دعاء الوحدة الوطنية بشن هجمات متفرقة على معسكرات الجيش والأمن كافةً.

2- محور العوالق:

في الوقت الذي كانت تجري فيه المعارك في منطقة (ردفان)، قام العوالق بإطلاق نيران أسلحتهم المختلفة على معسكرات الجيش والأمن في ( عتق - الصعيد). بعد أن أغلقوا طريق (النقبة - الصعيد، عتق)، وذلك بهدف منع أي قوة عسكرية حكومية من الدخول أو الخروج من هذه المناطق.

قيادة الجيش والأمن تجتمع للرد

في اليوم الذي انطلقت فيه المعارك دعت قيادة الجيش والأمن لاجتماع طارئ، ونتج من الاجتماع التكليفات الآتية:

1- يُكلَّف المقدم / علي عبد الله ميسري بقيادة الحملة العسكرية للمحور الجنوبي (النقبة - يشيم - الصعيد).

2- يُكلف المقدم أحمد محمد بلعيد، بقيادة الحملة العسكرية للمحور الثاني ( بيحان - عتق - الصعيد ).

3- يُكلف الرائد عمر جسار واحدي، بقيادة المحور الثالث (المحفد - النقبة - الضلعة - المسحاء).

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة البحوث والدراسات لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات