آخر تحديث للموقع : الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - 11:13 م

الأهداف السامية والأحداث الدامية |

علاقتي بقائد الجيش حسين عشّال .. ودعاة الماركسية يقتلون روح الوطنية

الأربعاء - 14 فبراير 2024 - الساعة 10:42 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (34)


كان أفراد الجيش قبل الاستقلال، يعتقدون أنني واحد من أبناء (دثينة)، وكم كانت علاقة الحب والتقدير والاحترام سائدة بين أعضاء تنظيم الجبهة القومية في الجيش والأمن، إنها حقاً حميمية، يسودها نكران الذات، إنها مرحلة تاريخية، تجلّت بأروع صورها، بالفداء والتضحيات في مرحلة التحرير
حتى يوم الاستقلال (30) نوفمبر (67م).

كان العقيد حسين عثمان عشّال، يُسمَّى رمضان بالنظر إلى نزاهته، ويعد أنموذجا في الأخلاق الرفيعة والنزاهة، لكن بعد الاستقلال، تبدلت هذه الصورة الرائعة التي رسمتها مرحلة التحرير وصارت صورة أخرى تنبعث منها إشارات، تنذر بمستقبل مجهول المعالم، خصوصاً بعد وصول أعداد من دعاة (الماركسية) إلى الجمهورية الوليدة من الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وكوبا وكوريا الديمقراطية وغيرها، ومن الدول العربية (لبنان وفلسطين) على سبيل المثال: -1 د جورج حبش -2 جورج حاوي -3 نايف حواتمة -4 محسن إبراهيم -5 أحمد جبريل، وكان لهؤلاء الخمسة تاثير واضح على عقول العناصر اليسارية في الجبهة القومية، وكانوا السبب الرئيس في تسريح ضباط الجيش والأمن، كما أوصلوا العناصر اليسارية إلى قناعةة بأن نكسة (5 حزيران 1967م)، قد أثبتت أن القومية العربية قد فشلت، وليس أمام قوی التحرر في عالمنا العربي سوى اتباع نهج الاشتراكية العلمية.

وهذا ما حصل بعد أحداث (22) مايو (69م)، عندما أعلنت السلطة السياسية اتباع نهج الاشتراكية العلمية، واعتبروا أن (الناصرية) و(الماركسية) لا يمكن أن تتعايشا ؛ لأنه لا يمكن للمرء أن يضع سيفينِ في غمد واحد.

*ماذا حصل بعد الاستقلال؟!*

كنا في الجيش والأمن، نمثل جسداً واحداً، وقلباً واحداً في أثناء مرحلة التحرير، لكن بعد الاستقلال، إذا بعناصر يسارية تتسرّب إلى داخل الجيش والأمن، غايتها قتل الروح الوطنية والقومية، ونجحت إلى حد كبير، بسبب العوامل الآتية:

1- تأثير العقلية القبلية على أفراد الجيش والأمن معاً.
2- غياب الوعي الثقافي لدى بعض أفراد الجيش والأمن.
3- غياب الوعي السياسي لدى بعض أفراد الجيش والأمن، باستثناء عدد محدود جدًّا من الضباط الذين ساعدهم الحظ، والتحقوا بالمدارس في عدن وضواحيها.
4- خلق بلبلة وتسميم أفكار وتحريض ونشر إشاعات كاذبة، ضد قادة الجيش والأمن.

هذه العوامل مجتمعة خلخلت ما تم بناؤه في مرحلة التحرير، من الثقة والاحترام بين أفراد تنظيم الجبهة القومية في الجيش والأمن، وصار إخوة الأمس أعداء اليوم. كما ظهر التفلُّت واضحًا في الضبط والربط العسكريين.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات