آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - 11:53 م

صدق القيادة وصبر الشعب

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 11:52 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب/يعقوب السفياني



الحقيقة أن كثيرًا ممن يزايدون عليك وعلى وطنيتك وقيادتك من سياسيين وشخصيات حزبية ونحوها، يتمنّون 10% من نفوذك وشعبيتك الحالية حتى يرمون الجنوب والقضية وراء ظهورهم ويبيعونها بأرخص الأثمان. حبك لوطنك وشعبك وقضيتك راسخ، لم تتوانَ ولو للحظة في التأكيد عليه من كل المنابر، وفي كل اللقاءات، وأمام كل الشخصيات بلا استثناء ولا مواربة. 

ومن يقرأ كلامي من دبلوماسيين أو من حضر تلك اللقاءات يدرك صدق ما أقول. حتى وأنت تؤدي ذلك القسم عند تعيينك في المجلس الرئاسي، اخترت — وأمام كل تلك الجموع والكاميرات، وفي لحظة كان الكل فيها ينتظر سقوطك أو تراجعك — أن تبرّ يمينك كما يليق برجل صادق مع نفسه ومع شعبه، فأقسمت بالوطن، وتركْت "الوحدة الظالمة" في مهبّ الرياح.

ومع أن الظروف اليوم قاسية على الناس، وأن الجنوب يمرّ بمرحلة مليئة بالتحديات، إلا أن الرهان الحقيقي يبقى على وعي القائد وثقة الشعب. فحين تتلاقى الإرادة الصادقة مع الصبر الشعبي، يولد الأمل من بين الرماد. نعم، الطريق صعب، لكن العزائم التي لا تلين قادرة على تحويل الأزمة إلى فرصة، والضيق إلى بداية جديدة.

ولعلّ المرحلة الحالية تحتاج إلى مساحات أوسع من الإنصات، وإلى حضورٍ أكبر للناس في تفاصيل القرار، لأن القلوب التي آمنت بالقضية ما زالت تنتظر أن ترى ثمار هذا الإيمان على الأرض. الجنوب لا ينتظر المستحيل، بل ينتظر من قيادته أن تواصل البناء بخطى هادئة وواثقة، وأن تُدرك أن الناس لا تريد الكمال، بل تريد من يشعر بها ويشاركها وجعها.

شعب الجنوب العظيم، الذي تحمّل الكثير، ما زال قادرًا على الصبر والعطاء حين يرى من حوله صدق النية وصفاء المقصد. وكلنا نؤمن أن ما يجمعنا أكبر مما يفرّقنا، وأن المستقبل لن يُكتب إلا بأيادي الجنوبيين أنفسهم، حين يتقاسمون الأمل والمسؤولية والصدق في العمل.

#يعقوب_السفياني




متعلقات