آخر تحديث للموقع : الإثنين - 18 أغسطس 2025 - 08:59 م

مادة خاصة: عدنُ المَوْقِعُ والتاريخُ

السبت - 28 يناير 2023 - الساعة 08:01 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص/ غرفة الدراسات لمركز شمسان للصحافة


العينُ والدالُ والنونُ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الإقامةِ، ويسمَّى ساحلُ البحرِ العِدَانُ أو العَدانُ بفتحِ العينِ وكسرِها؛ فاجتمع في اسمِ هذه المدينةِ معنى الإقامةِ وأنها على ساحلِ البحر، ومما قيل في تسميتها بِعَدَنَ إنَّ رجلًا من حِمْيَر اسمُه أبينُ، عَدَنَ بها؛ أي أقام، فنُسِبَتْ إليه، فقيل: عدنُ أبينَ، وكذا جاء في الحديث النبوي.

أُنشِئتْ في القرنِ السادسِ قبلَ الميلادِ، وتقعُ في الجهةِ الجنوبيةِ على ساحلِ خليجِ عدنَ وساحلِ بحرِ العربِ، اكتسبت شهرتَها التاريخيةَ من أهميةِ موقعِ مينائِها التجاريِّ الذي يعدُّ أحدَ أهمِّ المنافذِ البحريةِ الرئيسةِ منذُ أزمنةٍ موغلة في القدم من خليج السويس غربًا إلى رأس الخليج العربي شرقًا ، فكانت حلقةَ وصلٍ بين قاراتٍ العالمِ القديمِ مهدِ حضارةِ الإنسانِ ( آسيا شرقاً وأفريقيا غرباً وأوروبا شمالاً ). أدَّى هذا الميناءُ دور الوسيطِ التجاريِّ بين إقليمِ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ وجنوبِ شرق آسيا وشرق أفريقيا والعكس؛ فكانت عدن القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديماً ، وتردَّد ذكرُها في الكتب المقدسة مثل التوراة والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان القدماء.

تمتلكُ عدنُ مُقوِّماتِ تكاملِ النشاطِ الاقتصاديِّ وتنوُّعَ البنيانِ الإنتاجيِّ، فجمعت بين الأنشطةِ الصناعيةِ والسمكيةِ والتجاريةِ والسياحيةِ والخدميةِ، وتنبعُ أهميتُها من كونها ميناءً تجارياً مهماً ومنطقةَ تجارةٍ حرةٍ إقليمةٍ ودوليةٍ .

وصفها ابنُ خلدونَ في تاريخه بأنها من أمنعِ مدائنِ اليمنِ، ولُقِّبَتْ بعينِ اليمنِ، كان لها بابٌ يُسمَّى بابُ عدنَ (باب العقبة)، عبارة عن ثُلْمة في الجبل، وُسِّعتْ مراتٍ متعددةً في مراحلَ تاريخيةٍ حتى صارت بوابةً مهمةً للمدينة بُنِيَ فوقها جسرٌ، فكانت بوابةُ عدنَ تُفتَحُ في النهار وتُغلَقُ في المساء حمايةً للمدينة

انتظرونا في المادة القادمة:
عدن والانفجار العمراني




متعلقات