آخر تحديث للموقع : الإثنين - 18 أغسطس 2025 - 08:59 م

سلسلة خاصة ..

الأهداف السامية والأحداث الدامية | العمل في الجيش لكسب لقمة العيش

الخميس - 16 فبراير 2023 - الساعة 07:08 ص بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة

بسبب الأوضاع المعيشية المتدنية جدًّا التي كانت سائدةً في معظم مناطق الريف في جنوب اليمن، والتي ألقَتْ بِظلالها القاتمةِ على طموحات الشباب في بناء مستقبلهم، وفي ظِلِّ انعدام فرص العمل لتأمين قُوْتِ الأُسَر الريفية الفقيرة؛ سعى كثيرٌ من أبناء الريف إلى الانضمام إلى جيش (اللِّيوي) جيش محمية عدن؛ لكسب لقمة العيش.

وكانت الغالبية في جيش الليوي هم من أبناء الأرياف، وكان محمد قاسم بن عليو (مُؤلِّف المذكرات) واحدًا ممن التحق بجيش الليوي في عام 1952م، بعد رحلة شاقة قضاها هو وخمسة من رفاقه مشيًا على الأقدام يومين متواصلين من المفلحي في يافع إلى معسكر (شامبيون) في عدن، معسكر النصر حاليًا؛ للانخراط في كتيبة تجنيد جديدة.

وعندما وصلوا إلى معسكر النصر أُخبِروا بأن التجنيد سيكون في منطقة (خلّة) في الضالع، فاستراحو وقتًا قليلًا في منطقة الشيخ عثمان ثم شرعوا بالعودة إلى خلّة مشيًا على الأقدام، وفُوجِئُوا وهم قريبون منها أن تسجيل التجنيد سيكون في عدن، فعادوا على الفور إلى عدن، وكأنهم في سباق (ماراثون).

وعند وصولهم إلى معسكر (شامبيون) معسكر النصر في عدن مرة ثانية بعد سفرٍ شاقٍّ ذهابًا وإيابًا، صُدِموا بأن الكتيبة ستكون في خلّة الضالع خلال أسبوع، فما كان منهم وهم منهكون حافيةٌ أقدامُهم، وزادُهم من الطعام كعكٌ مصنوع من دقيق الدخن، إلا أن عادوا إلى منطقة خلّة في الضالع لينتظروا فيها خمسة أيام .

ثم قُبِلوا مُجنَّدينَ في جيش الليوي بعد اجتيازهم الفحص البدني والطبي، وتحرّكت بهم القافلة العسكرية صوبَ عدن لِينضمُّوا إلى معسكر التدريب، وهم يشعرون في طريقهم إلى عدن بالغبطة والسعادة لنجاحهم في الالتحاق بالجيش الذي كان في تلك الأيام أعظم فرصة لهم للحصول على عمل لكسب لقمة العيش.

تنبيه: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات