آخر تحديث للموقع : الإثنين - 18 أغسطس 2025 - 08:59 م

هل أخذ اللقاحات بمناطق الشمال مؤامرة؟!

الأحد - 26 فبراير 2023 - الساعة 09:24 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد شرفان

من المعلوم أن كل بلدان العالم المتقدم والمتاخر التي تدرك المخاطر الكبيرة والمحيطة والمحدقة خطر فيروسات العصر وأوبئته والتي تتكاثر وتتحور وتتغير كلما زاد التقدم الصناعي وكثرت الحروب، فكان لابد منها إلا وضع ميزانيات ضخمة ونفقات هائلة وحملات توعوية شاملة بكل الوسائل الإعلامية المتاحة تحث فيها الجميع للاتحاق بفرق التطعيمات، كل ذلك جاء بعد أن أدركت بأن على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه مواطنيها فانفقت ملايين الدولارات لهذه الحملات الوطنية، حتى بلادنا اليمن قدمت ورعت ومولت حملات من هذا النوع بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الخارجية رغم الحالة والضروف التي نعيشها وصعوبة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية.

وعليه ستنطلق في مارس القادم حملة وطنية شاملة تقوم بها وزارة الصحة والسكان لاستئصال شلل الأطفال بكل المحافظات والمديريات والعزل والبيوت اليمنية والمناطق النائية القريبة منها والبعيدة بفرق تصل إلى كل بيت، بالإضافة إلى كل المشافي التي تقدم اللقاح مجانًا، جاء ذلك بعد أن أُعلن عن تفشى هذا المرض في اليمن وعاد للظهور ثانية بعد أن أُعلن عن خلو البلاد منه، سجلت وحدة الرصد الوبائي بوزارة الصحة 228 حالة إصابة خلال العامين الماضيين تقريبًا مع تزايد أعداد الاشتباه، المرض استشرى وتوسع وعاد وضرب من جديد وبكل هوادة.

ولكن وللأسف وبعد أن صار ليمننا حكومتان في الشمال والجنوب كان لابد أن تنفرد كل حكومة بقرارها (مكابرة) ولا يهمها حتى وإن كان هذا الإصرار فيه أضرار بشرية أو مصالح لمواطنيها الذين هم تحت أمرتها، كان آخر تلك القرارات الصادرة والصادمة والشاذة والمخالفة للفكر والمنطق والفلسفة ما تقوله حكومة جماعة الحوثي الغير معترف بها دوليًا فمنعت وحجبت وتوعدت بعقاب شديد كل من يروّج لهذه الحملات أو يساعد أو يسهم في إدخالها لمناطقها أو يثبت أن شخص أخذ المطعوم تحت أي ذريعة أو عذر، مع شن حملات واسعة النطاق مضادة ومناهضة في نفس الوقت وبكافة الأصعدة المتاحة والتي يعتبرها الجميع بأنها أقرب للسخرية، مع نشر وترويج عكسي أن هذه اللقاحات خطيرة ومؤذية للأطفال وقد تتسبب بمضاعفات على المدى الطويل أهمها العقم وقطع النسل وضمور في المخ وقصور بوظائف الكلى والقلب...ألخ، وتقول تلك الوزارة من صنعاء يجب على الجميع إلى عدم أخذها حرصًا وضمانًا وأمانًا من تبعات هذه اللقاحات.
من المؤسف أن تصدر تلك الموانع من أعلى هرم صحي بتلك المناطق، حيث لادخل للسياسة بالجانب الصحي وأخذ الأطفال المطعوم أو اللقاح، ومن حق كل طفل أخذ اللقاح المناسب سواء كان المضاد ضد الشلل أو الملاريا أو الحصبة أو كورونا أو ضد الخرافات نفسها حتى وإن كان آدمي يعيش في كوكب المريخ فلا ضير في ذلك.

ختامًا..ومن خلال سماعي ومتابعتي لاشهر الأطباء العرب نقلًا عن الغرب فجميعهم متفقون أنه ليس هناك بحوث أو دراسات أو دليل علمي قاطع أو مرجع ثابت يؤكد صحة أضرار أخذ هذا اللقاح سواء كان حقن أو قطر، عكس مايروج له عن اضرارها سواء كان باليمن أو غير اليمن والتي ليس لها أي صلة بالواقع، وأن المسؤولية الأولى والأخيرة تبقى على ولي الأمر "الأب" بدرجة أولى وهو من يتحمل تبعات مرض فلذة كبده، وعليه أن يتفهم ويدرك خطورة منع طفله أخذ اللقاح رغم الحملة الإعلامية المناهضة والمضللة لهذه اللقاحات، الجدير ذكره هنا أن منظمة الصحة العالمية قد اعلنت في 2009 خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال، ليظهر من جديد بمناطق الحروب في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن وبعض المناطق في أفريقيا.
لذا يجب الضغط على المسؤولين بالمناطق التي تقع خارج إطار الشرعية والتي تمانع ادخال اللقاحات إلى سرعة السماح لدخولها وأخذها وإعطاءها لمن يستحقها دون مماطلة أو تسويف، كما يحب أن تقوم الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية التي تعمل بالجانب الصحي والحقوقي ومنظمة اليونيسيف بشكل رئيس إلى محاسبة ومعاقبة كل من يمنح وصول هذا اللقاح، ولا ننسى أن أطفالنا أمانة في أعناقنا فلا يجوز أن نخوض بهم غمار المنافسات السياسية التي ليس لهم ولا لنا فيها ناقة ولا جمل.




متعلقات