آخر تحديث للموقع : الإثنين - 22 أبريل 2024 - 09:46 م

سلسلة خاصة..

الأهداف السامية والأحداث الدامية.. ثورة 26 سبتمبر ومحاولات بريطانيا إجهاضها

الثلاثاء - 28 فبراير 2023 - الساعة 05:22 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة

كانت ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال اليمن حدثًا تاريخيًّا لكل اليمنيين، كما كانت حدثًا غير عادي لبريطانيا؛ إذ شعرتْ بريطانيا أن قيام نظام جمهوري في صنعاء سيُهدِّد وجودها واستقرارها في الجنوب ومصالحها في باب المندب وشرق قناة السويس، فما كان منها إلا أن أعلنت عداءها السافر لثورة 26 سبتمبر، ووقوفها إلى جانب القوى المضادة للثورة.

استراتيجية بريطانيا لإجهاض ثورة 26 سبتمبر

شرعت بريطانيا بعد قيام ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن بالتنسيق مع السلطات الأمريكية لدعم الأئمة الزيدية وأعوانهم بالأموال والسلاح، وتجنيد المرتزقة الأوربيين لإجهاض الثورة.

وعلى أرض الجنوب قامت بريطانيا بإنشاء مطارات في بعض المناطق الحدودية مثل مطار النقوب الذي خُصِّص ليكون قاعدة بعيدة عن مدينة (بيحان القصّاب) في شبوة، وأُسنِدتْ إليه مهمة استقبال ونقل المعدات العسكرية، واللوجستية، وكذا نقل عناصر من الموالين للأئمة المناهضين لثورة 26 سبتمبر، وأعوانهم من المرتزقة الأجانب، وإنزال المعدات العسكرية بجميع أنواعها.

كما قامت بريطانيا بتشديد الحراسة على هذه القاعدة العسكرية من جنودٍ بريطانيين متخصصين، ولم تُشْرِك في تلك الحراسات أيَّ جنودٍ يمنيين.

وشرعت بريطانيا بإقامة جسر جوي عسكري، حيث كانت طائرات (البيفرلي) العسكرية البريطانية، تهبط في تلك القاعدة يوميًّا، ناقلةً مختلف المعدات والآليات العسكرية، ومن تلك الآليات سيارات أمريكية مخصصة لعبور الرمال.

وكانت الطائرات أيضًا تنقل الملكيين وأعوانهم من المرتزقة الأجانب مباشرة إلى (نجد مرقد) أسفل وادي (حريب)، ثم إلى (الجحلاء)، ومنها إلى قاعدة (الجوف) الرئيسة، التي أصبحت منطلقًا لأعداء ثورة 26 سبتمبر، وفيها كانت توجد إذاعة خاصة بالملكيين.

تنبيه: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.