آخر تحديث للموقع : الإثنين - 22 أبريل 2024 - 09:46 م

أحداث تُذكَر لأول مرة..

الأهداف السامية والأحداث الدامية - سرية من جيش محمية عدن تدافع عن ثورة 26 سبتمبر

الإثنين - 06 مارس 2023 - الساعة 06:51 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الأبحاث والدراسات بمركز شمسان للصحافة

تفاصيل هذه الأحداث لم تُوثَّق من قبلُ، ولم تعد موجودة إلا في ذاكرة بعض من شاركوا في القتال، من أفراد جيش محمية عدن (جيش الليوي) في السرية التي كانت مرابطة على الجبل المحادي لوادي حريب من الجهة الجنوبية، ممن لا يزالون أحياء يُرزَقون، أو ممن كانوا يقفون في الجبهة المضادة مع الملكيين.

وهذه المعلومات التاريخية التي سجّلها صاحب المذكرات اللواء محمد قاسم بن عليو اليافعي، لم ترَ النور من قبل، وبتسجيلها ستبقى شاهدًا حيًّا على وطنية أفراد الجيش الذي كانوا يعملون تحت إمرة القيادة العسكرية البريطانية، كوظيفة، يكسبون منها قوت أسرهم، لكنهم لم يُفرِّطوا في وطنهم ووطنيتهم أبدًا.

يقول صاحب المذكرات:

"ولم أدرِ لماذا تم إخفاء كلِّ المواقف الوطنية، التي وقفها أفراد الجيش، إلى جانب وطنهم وشعبهم، وقدموا خلالها أرواحهم رخيصة؛ فداءً لتربة الوطن الطاهرة، في كل مراحل النضال الوطني، لكن هذا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك في أن من يحاول طمس التاريخ الوطني، لأفراد الجيش والأمن، الذين خدموا مع جيش محمية عدن؛ هو نفسُه مَن شكَّك في ولائهم، ثُمَّ نسب لنفسه ما ليس له أصلاً طمعاً في الوصول إلى كرسي السلطة".
ويردف قائلًا: "خلاصة هذه المعلومات التي أذكرها ، وأسجِّلها هنا للتاريخ، كقائد عسكري، هي أن إحدى السرايا التابعة لجيش محمية عدن، المعروف باسم جيش (الليوي)، كانت تُرابِط على الجبل المحاذي لوادي (حريب)، وكان يقودها النقيب/ محمد الخضر عوذلي مع فئة (سرية) من الحرس الوطني، وكان يراقب سير المعارك الدائرة رحاها في الوادي (حريب)، بين قوات الملكيين وأعوانهم من المرتزقة الأوربيين وبين القبائل اليمنية الموالية لثورة 26 سبتمبر، بقيادة الشيخ المناضل/ عبدر به العواضي.

فما كان من النقيب محمد الخضر إلا أن أرسل إلى الشيخ العواضي، العريفَ صالح عبد ربه ثابت وثلاثة جنود آخرين، يعرض عليه التنسيق للعمل المشترك، في مقاومة المناهضين للثورة من الملكيين وأعوانهم؛ للحفاظ على وادي (حريب)، من أن يسقط في أيديهم، وبالفعل، رحَّبَ الشيخ المناضل/ عبد ربه العواضي بالفكرة، وقبل مساعدة إخوانهم من جيش محمية عدن، في محاربة الملكيين المناهضين لثورة 26 سبتمبر 1962م، وهو ما حصل بالفعل".

ثُمَّ يختم هذه المذكّرةَ صاحبُ المذكراتِ قائلًا:

"ولك عزيزي القارئ أنْ تُحلِّلَ هذا الموقف، ثُم تحكم. هل كان هذا الموقف وطنياً أم لا ؟ وهل النقيب محمد الخضر ، وجميع أفراد سريته، العاملون في جيش محمية عدن (الليوي)، تحت إمرة الضباط الإنجليز، وطنيون أم لا؟ ثم لماذا - بِكُلِّ طُرُقِ التَّعَمُّدِ - تَمَّ طمس مثل هذه المواقف - وهي كثيرة من تاريخ أجيالنا اللاحقة، ولمصلحة من ثَمَّ ذلك؟. كما قُلْتُ لك عزيزي القارئ، أترك لك التحليل ومن ثَمَّ الحكمُ".

تنبيه: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات