آخر تحديث للموقع : الإثنين - 16 يونيو 2025 - 07:25 م

الأهداف السامية والأحداث الدامية - قبل الاستقلال..الوساطة المصرية تفشل في تشكيل حكومة ائتلاف من القومية والتحرير

الإثنين - 12 يونيو 2023 - الساعة 07:47 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الدراسات والأبحاث بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (12)

بعد فشل المخابرات المصرية في تبني فكرة دمج الجبهة القومية وجبهة التحرير في إطار تنظيمي موحد، ووقوف الجيش والأمن ضد هذه الفكرة، بعد ما اتضح ميول المخابرات المصرية لجبهة التحرير؛ استدعت عبر قنواتها الدبلوماسية وفدينِ من الجبهتين (القومية والتحرير) إلى القاهرة في محاولة لرأب الصدع بينهما، ولتقريب وجهتي نظر الجبهتين المتباينتين في مسألة تشكيل الحكومة الائتلافية؛ بإعادة زرع الثقة بين قيادات وقواعد الجبهتين، خصوصاً (القومية) التي باتت تدرك تماماً ما تضمره المخابرات المصرية من نيات مسبقة.

ومع كل ذلك فقد سافر وفدا الجبهتين إلى القاهرة، في أكتوبر 1967م، بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر؛ لطرح فكرة تشكيل حكومة وطنية من الجبهتين، والذهاب إلى مفاوضات الاستقلال في ( جنيف) بوفد مشترك، لمناقشة الوفد البريطاني بشأن الاستقلال.

ترأس وفد جبهة التحرير إلى القاهرة الأخ عبد القوي مكاوي، بينما ترأس وفد الجبهة القومية الأخ قحطان محمد الشعبي.

طرح المصريون فكرة تشكيل حكومة ائتلاف من الجهتين، وهو الطرح شبه المتفق عليه بين الجبهتين (القومية والتحرير).


تقدم وفد الجبهة القومية

برؤية جبهته لتشكيل الحكومة الائتلافية؛ وهي الرؤية التي أرى أنها - فعلاً - كانت عقلانية على أساس أن (القومية) كانت صاحبة القاعدة الشعبية الأكبر على الساحة الوطنية، وهو ما يؤهلها إلى المطالبة بل الإصرار على أخذ أهم المناصب السيادية في الحكومة الائتلافية، لكنها لم تفكر بهذا
المنطق، وفضّلت مصلحة الشعب العليا على مصلحتها، وغلّبت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

وعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية، فقد طرحت الجبهة القومية رؤيتها على النحو الآتي:

- أن يكون رئيس مجلس الرئاسة من جبهة التحرير.
- أن يكون لرئيس مجلس الرئاسة نائبان الأول من الجبهة القومية، والثاني من جبهة التحرير.
- أن يتولى رئاسة الحكومة عنصر من الجبهة القومية.
- أن يكون لرئيس الحكومة نائبان، نائب من (التحرير)، وآخر من (القومية).
- أن تكون الحكومة مُشكَّلة من ستة وزراء من الجبهة القومية، وخمسة وزراء من جبهة التحرير.

لقي هذا الطرح الذي تقدمت به الجبهة القومية ترحيبًا من جمال عبد الناصر الذي كان يرعى اجتماعات التفاوض، لكنه لم يلقَ القبول من وفد جبهة التحرير.

يقول صاحب المذكرات: "وأرى من وجهة نظري الشخصية أن رفض جبهة التحرير للمقترح الذي تقدمت به الجبهة القومية، كان زلةً ما كان ينبغي لجبهة التحرير أن تقع فيها، لولا شعورها بأنها تحظى بتأييد الغالبية من أبناء شعب الجنوب اليمني المحتل، وهو شعور لم يكن مبنياً على حسابات الواقع، أضف إلى ذلك تجاهلهم للغالبية من أبناء الجيش والأمن الذين كانوا يقفون إلى جانب الجبهة القومية".

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات