آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 06 مايو 2025 - 12:14 ص

الاحتجاجات بالانتحار حرقًا.. جريمةُ الإنسانِ بحق نفسِه

الثلاثاء - 18 يوليو 2023 - الساعة 01:16 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الدراسات والأبحاث بمركز شمسان للصحافة

شاعتْ ظاهرةُ حرقِ الإنسانِ نفسَه في البلدان العربية والإسلامية، ومنها بلادنا؛ احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو المشاكل العائلية والضغوطات النفسية، ويظن المنتحر بحرق نفسه أنه سيجلب الأنظار إلى قضيته التي انتحر من أجلها، وأن انتحاره تعبيرٌ واحتجاجٌ على أوضاعه السيّئة، وأنه بانتحاره سيتعاطف المجتمع مع قضيته، ولا يدري هذا المنتحر أنه بانتحاره يَعترض على قضاء الله وقدره، وأن الاعتراض على سوء الأوضاع والأحوال له طرائق شرعية مباحة، وأن الانتحار بحرق النفس أيًّا كان مقصده وغايته، كبيرة من الكبائر الموجبة للخلود في النار.

قال الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقال سبحانه: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردّى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسّى سُمّاً فقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً".

وعن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات. قال الله تعالى: بادرَني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة". رواه البخاري. وروى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار".

فلا عُذْر لمن أراد أن يقتل نفسه لأي سبب من الأسباب بالحرق أو بغيره، ولا ينبغي أن يتعاطف الناس معه؛ لأن ذلك سيُشجّع غيره على الانتحار، فتنتشر هذه الظاهرة المحرمة، ويتحمّل المتعاطفون وِزْرًا على تعاطفهم، ومن أراد الاحتجاج على الظلم فهناك الطرق المشروعة لمواجهة الظلم ومعاقبة الظالمين، بما شرعه الله سبحانه لا بما حرمه، ومن لم يستطع تغيير الظلم فليصبرْ، وقد جاء في الحديث النبوي: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ). رواه مسلم.