آخر تحديث للموقع : الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - 11:52 م

سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية.. "حكومة الرئيس قحطان تواجه عناصر يسارية مُحِدَّة"

الجمعة - 22 سبتمبر 2023 - الساعة 10:40 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات لمركز شمسان للصحافة

المذكرة (20)

واجهت أول حكومة في جنوب اليمن بعد الاستقلال، وهي حكومة الرئيس قحطان الشعبي، منذ بداياتها، عناصر يسارية مُحِدَّة مُتصلِّبة، جعلتها مكبلة، لا تستطيع السير في خططها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ومن هذه العناصر المتصلبة عناصر راديكالية برزت بقوة بعد قيام الجمهورية الوليدة في 30 نوفمبر 1967، وكانت هذه العناصر تحاول القفز على الواقع بطرح شعارات تصعيدية ضد القطاعات كافة التي عملت مع الاحتلال قبل الاستقلال، ومنها الجيش والأمن.

وقد أطلقت هذه العناصر على هذه القطاعات تسمية (مخلفات الاستعمار البريطاني) متجاهلين - عمداً - دور تلك القطاعات الفاعلة في تحرير جنوب اليمن واستقلاله، وهذه حقيقة حصلت، وواقع يُسجَّل للتاريخ. ولقد كان لتلك القطاعات خبرة عملية ومؤهلات علمية، مكّنتها من تسيير عملها اليومي باقتدار متميز في كافة المجالات، وكانت هذه الكيانات تعد الأولى من نوعها في الجزيرة والخليج.

ومن سوء الطالع أن حكومة الرئيس قحطان محمد الشعبي الوليدة قد واجهت عند ولادتها محاولة الانقضاض عليها، ووأدها في مهدها، ليس من أعدائها فحسب، بل كذلك من قبل العناصر (الراديكالية) من دون أن تُعطي الحكومة الرئيس قحطان الفرصة الكافية.

علي سالم البيض يخالف النظام

قام وزير الدفاع علي سالم البيض في حكومة قحطان الشعبي بإصدار تعيينات عسكرية رفيعة من غير الرجوع إلى الرئاسة، ومن ذلك تعيين محمد صالح مطيع قائدًا للقوات الجوية، وتعيين محمد سعيد عبد الله قائدًا للبحرية، من دون الرجوع إلى الرئيس، وهذا دليل قاطع على محاولة العناصر (الراديكالية) الاستيلاء على السلطة.

وعندما قدّم الرئيس قحطان الشعبي استقالته في 22 يونيو 1969، فُرِضَتْ عليه الإقامة الجبرية، وخُصِّصَ له راتب شهري مبلغ ألفي شلن، وسيأتي الحديث عن أحداث هذه الاستقالة في مذكرات لاحقة.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.