تكتسب مشاركة الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، أهمية استثنائية، إذ تأتي للعام الثاني على التوالي، في لحظة سياسية فارقة بالنسبة لقضية شعب الجنوب، ولواقع المنطقة المضطرب على نحو عام.
تمثل هذه الزيارة تأكيدًا على الحضور المتنامي لقضية شعب الجنوب في المحافل الدولية، وتجسيدًا لنجاح الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الزُبيدي في إيصال صوت شعب الجنوب إلى دوائر القرار العالمية.
فمشاركة الرئيس في أرفع منبر أممي تمنح الجنوب نافذة للتواصل المباشر مع القوى الفاعلة، وإبراز عدالة تطلعاته نحو تقرير المصير، ضمن إطار يحترم قواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
وإلى جانب الرمزية السياسية، تحمل الزيارة أبعادًا عملية تتجلى في الجهود الحثيثة للرئيس الزُبيدي نحو بناء شراكات استراتيجية مع الدول المتقدمة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويدرك الرئيس الزُبيدي أن مستقبل الجنوب واستقراره يرتبط بمد جسور التعاون مع مراكز القوة الاقتصادية والعسكرية في العالم، واستقطاب الدعم لمؤسساته الصاعدة.
ومن هنا تبرز أهمية اللقاءات المرتقبة على هامش الدورة الأممية مع مسؤولين دوليين وممثلي منظمات مانحة، حيث يسعى الرئيس إلى تحويل الحضور السياسي إلى مكتسبات ملموسة في مجالات التنمية، والأمن، وإعادة الإعمار.
كما تكرس الزيارة صورة الجنوب باعتباره طرفًا فاعلًا في معادلة الاستقرار الإقليمي، لا سيما في ظل ما يقدمه من أدوار في مكافحة الإرهاب، وتأمين خطوط الملاحة الدولية، وهي ملفات تحظى باهتمام واشنطن وشركائها الغربيين.
ولعل انتظام مشاركة الرئيس الزُبيدي في أعمال الجمعية العامة يعكس إصرارًا على تثبيت الحضور الجنوبي كرقم صعب في أي تسويات سياسية مقبلة.
في المحصلة، فإن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة تمثل خطوة إضافية على طريق ترسيخ الاعتراف الدولي بالجنوب، وبناء شبكة علاقات تفتح آفاقًا رحبة أمام تطلعات شعبه نحو مستقبل آمن ومستقر، قائم على الشراكة والندية مع المجتمع الدولي