ألقى ممثل المجموعة الجنوبية المستقلة، الناشط السياسي والمدافع عن حقوق الإنسان نصر العيسائي، كلمة هامة خلال الجلسة العامة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، دعا فيها المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، وضمان إدراج حق الشعب اليمني عمومًا في تحديد مستقبله السياسي بعيدًا عن أي ترتيبات تُفرض بالقوة، إلى جانب وضع آليات واضحة للعدالة الانتقالية.
وأكد العيسائي أن ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين، واتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، قد أرست جميعها مبادئ حق تقرير المصير والعدالة الانتقالية باعتبارها ركائز أساسية لضمان حقوق الشعوب المتضررة من النزاعات، ومنع الإفلات من العقاب.
وفي كلمته، رحّب العيسائي بالجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام في اليمن، لكنه أعرب عن قلقه من غياب الضمانات الجوهرية لحق تقرير المصير والعدالة الانتقالية من خارطة الطريق التي يعمل عليها المبعوث الخاص للأمم المتحدة. ودعا اللجنة الاستشارية إلى النظر في تقديم توصيات عملية للمجلس ، تشجع على إدراج هذه الحقوق في أي تسوية سياسية قادمة، بما في ذلك حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، وحق الشعب اليمني بشكل عام في تحديد مستقبله السياسي بعيدًا عن أي ترتيبات تُفرض بالقوة.
كما شدد على ضرورة إدراج آلية عملية لتحقيق العدالة الانتقالية، استنادًا إلى إعلان وبرنامج عمل فيينا، والقرارات الأممية ذات الصلة بالحق في معرفة الحقيقة، والانتصاف، والتعويضات. وأشار إلى أهمية تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن سيادة القانون والعدالة الانتقالية في المجتمعات الخارجة من النزاعات، باعتباره مرجعًا أساسيًا يمكن البناء عليه.
وفي ختام كلمته، دعا العيسائي المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى العمل مع اللجنة الاستشارية لدعم اليمن في إنشاء وتفعيل آليات العدالة الانتقالية من منظور حقوق الإنسان، بما يسهم في حماية الحقوق وتعزيز السلام المستدام.