هذا الخلط في المفاهيم احدث نوع من الأرتباك لدى عامة الشعب وعدم قدرتها على التمييز بين مسؤوليات الدولة ومسؤوليات الثورة حيث تاه كثير من الناس في تحديد الطرف، صاحب المسؤولية الذي يتوجهون اليه بمطالبهم..وفي محاولة لفهم اسباب هذا التداخل والازدواج الوظيفي بين مفهومين مختلفين تماما ..
وأول هذة الأسباب من وجهة نظرنا هي انقسام الثورة نفسها إلى قسمين ..فالقسم الأول منها حافظ على كينونته الأصلية كحركة تغيير ويمثل هذاالقسم جزء من الحامل السياسي للقضية الوطنية... واما القسم الثاني فهو الذي ذهب إلى شراكة مع الدولة وأصبح يمارس ويتحمل مسؤولياتها في الإدارة وتوفير الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات التي ليست من مهمة الثورة اصلا ..فماذا نتج عن ذلك.؟
نتج عن ذلك أولا: شرخ داخل الحامل السياسي للقضية الوطنية والثورية وظهور أجنحة بداخله حتى وان لم تطفو على السطح الا انها حتما موجودة وقد تتحول إلى انقسامات خطيرة على الكيان السياسي برمته ...
ثانيا: نتج عن ذلك انقسام يتعمق يوما عن يوم في اوساط الحاضنة الجماهيرية فجزء من هذة القاعدة الشعبية اصبح يطالب الكيان الثوري بما كان يجب أن يطلبه من الدولة وتحول من مناصر ثوري إلى معارضة ..وهنا تكمن خطورة المسألة ....
الشق الآخر من القاعدة الجماهيرية هو الجزء الذي يكتسب وعيا سياسيا نوعا ما ولديه قدرة على فهم معنى أن تكون ثوريا وتمثل الدولة في نفس الوقت ويقرأ الأمور من زاوية الضرورة في الشراكة في السلطة ...
ثالثا: نتج عن ذلك أن من كان يفترض به أن يتحمل مسؤولية المطالب الشعبية في توفير الخدمات ودفع المرتبات وضبط سعر العملة ..ذهب بكل هدوء للاسترخاء وأصبح في مأمن من المطالبة الشعبية ..ومن كان لاتلزمه هذة المطالب صار في الواجهة .....
كتب/فهمي السنيدي