آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 06 مايو 2025 - 12:14 ص

سلسلة "الأهداف السامية والأحداث الدامية"..

نوفمبر 1967م الحرب الأهلية الثانية - أسباب اعتراف الجيش والأمن بالجبهة القومية

الخميس - 13 يوليو 2023 - الساعة 05:29 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة الأبحاث والدراسات بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (14)


في ليلة الخميس الموافق 5/نوفمبر / 1967م، اشتعل فتيل القتال مجدداً في مدن الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد ولحج أولاً، ثم وصل إلى المعلا والتواهي، ثم امتد إلى مناطق خارج عدن مثل الصبيحة، والحواشب، وكرش، وغيرها.

كان القتال بين جبهة التحرير ومقاتلي الجبهة القومية ضارياً ومخيفاً استُخدِمت فيه أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كافة، منها على سبيل الذكر مدافع الهاون، راجمات الصواريخ، القنابل اليدوية… إلخ. ومرة أخرى حصدت هذه الحرب أغلب ضحاياها من المواطنين الأبرياء.

في تاريخ (6) نوفمبر / 1967م أعلن الجيش والأمن أن على مقاتلي جبهة التحرير ومقاتلي الجبهة القومية، تسليم أسلحتهم إلى اللجنة المشتركة المكونة من العناصر القيادية الواعية في الجبهتين وذلك بهدف وضع حد للقتال الدائر الذي لا يخدم سوى أعداء الثورة.

واعضاء اللجنة المشتركة هم:

1- عقيد ركن / محمد أحمد بن موقع من الجيش.
2- عقيد / أحمد محمد بن عرب من الجيش
3- عقيد / محمد سعيد بن شنطور من الجيش.

ومن الجبهة القومية:
ا- محمد صالح (مطیع).
2- محمد سعيد عبد الله (محسن).
3- لا أذكر اسمه.

ومن جبهة التحرير :
1- سالم أحمد الهارش.
2- صالح عبادي عبد الكريم.
3 - العقيد / عبد الهادي شهاب.

كانت الغالبية من قياديي الجبهتين ومقاتليهم ينظرون إلى الأحداث الدامية من منظور هدفه قتل المزيد من العناصر المقاتلة؛ لإضعاف الجبهة التي تطمح عناصرها إلى الاستيلاء على مساحة أكبر من الأرض، ومع كل هذا ظلت اللقاءات والاجتماعات بين قياديين من الجبهتين وممثلين عن الجيش والأمن مستمرة، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة على أرض الواقع، بل إن نطاق القتال الدائر، اتسع ليشمل عددًا من المناطق التي لم يصل إليها من قبل منها (عدن، لحج، بلة، الحواشب، الصبيحة) حتى وصل حدود منطقة (كرش).

وفي تاريخ (6) نوفمبر، تدارست قيادة الجيش والأمن الحالة التي آل إليها الجنوب اليمني المحتل، وقررت مبدأ الاعتراف بالجبهة القومية، وجاء هذا القرار بعد أن رفضت جبهة التحرير وقف إطلاق النار.

ونظراً لاشتداد القتال بين جبهة التحرير والجبهة القومية، الذي خلف مئات القتلى والجرحى من الأهالي، ومن عناصر الجبهتين، طالب المندوب السامي البريطاني قيادات الجيش والأمن بتسلم زمام السلطة حفاظاً على سلامة الجنوب من حرب أهلية مُدمرة، لكنهم بعد تفكير عميق، رفضوا استلام السلطة، وفضلوا الاعتراف بالجبهة القومية.

وعلى الرغم من عدم قناعة الكثير من الضباط بقرار الاعتراف، كانوا أمام خيارين:

الأول: إما أن يتركوا الجبهتين تستمران في القتال، فيكون المواطنون أول ضحاياها، وربما تمتد هذه الحرب إلى الأرياف، وبالتالي يصعب إيجاد حل لها.

الثاني : وإما أن يتدخل الجيش والأمن لحسم القتال، ثم الاعتراف بالجبهة القومية كممثل وحيد في الجنوب العربي المحتل، وهذا هو الذي حصل.

تنبيه: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو اليافعي ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات